سلطات شرق أستراليا تدعو سكان المجتمعات الريفية إلى الإخلاء بسبب الحرائق
سلطات شرق أستراليا تدعو سكان المجتمعات الريفية إلى الإخلاء بسبب الحرائق
دعت السلطات الأسترالية سكان عشرات المجتمعات الريفية إلى الإخلاء "فورا" بعدما اجتاح حريق متنزّهاً وطنياً في جنوب شرق البلاد.
وأفاد ناطق باسم جهاز الطوارئ في ولاية فيكتوريا في بيان اليوم الخميس بأن 600 عنصر إطفاء يكافحون النيران في متنزه غرامبينز الوطني الذي يبعد 240 كيلومترا عن ملبورن، وفق فرانس برس.
وأتى هذا الحريق الذي تؤجّجه ظروف حارة ورطبة منذ أكثر من أسبوع، على 55 ألف هكتار، أي ثلث المتنزه الوطني، دون التسبب في إصابات أو تدمير منازل حتى الآن، لكن عناصر الإنقاذ دعوا سكان عشرات المجتمعات الريفية إلى الإخلاء الفوري.
وقال الناطق باسم جهاز الإنقاذ لوك هيغارتي: "وصلنا إلى نقطة حرجة مع تغير اتجاه الرياح في غرب الولاية"، مضيفاً "نتوقع هبوب رياح قوية ورياح متغيرة ستكون مصدر قلق في الساعات المقبلة".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.